ابرز اخبار بيروتاخبار صحيةاخبار لبنان

في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد ما هي أبرز الحلول لتجنب العنف الأسري.. اليكم التفاصيل!

العنف والإنسان

كتب احمد النجار/موقع يا بيروت

يعتبر العنف إحدى الظواهر المجتمعيّة المنتشرة في غالبيّة مناطق العالم، ولا تقتصر على فئةٍ عمريّةٍ معينة، وهو عبارةٌ عن قوةٍ جسديةٍ أو لفظيةٍ أو حركيةٍ تصدر من طرفٍ ما تجاه طرفٍ آخر، فتلحق به الأذى النفسي والجسدي وربما الجنسي أيضاً، كما وتكثر النتائج السلبية التي يعتبر العنف سبباً رئيسياً فيها مثل التخريب والتدمير والانتحار والقتل وغيرها، وللعنف العديد من الأشكال فهناك اللفظي والجنسي والأسري والعنف في المدارس و اهمها العنف ضدد المرأة الذي ينتشر اليوم كثيرا خصوصاً في مجتمعاتنا العربية و الإسلامية منها، تُشير الدراسات والإحصائيات الاجتماعية إلى انتشار جرائم القتل في المجتمعات بشكل متزايد، فما هو سبب العنف؟ وما هي الحلول المناسبة للحد منه؟

يتألم أحدنا كثيراً حينما يرى ظاهرة العنف التي انتشرت بشكل كبير في مجتمعاتنا وفي العالم بشكل عام، ويكفي المرء أن يتسمّر دقائق معدودة أمام شاشات التلفاز ليُدرك حجم العنف الذي تحتويه الأفلام والمسلسلات التي تُعرض على القنوات التلفزيونية، بل وحجم العنف في مشاهد القتل والتدمير التي تُعرض على الأخبار والتي تقع في أماكن مختلفة في العالم، و أصبح العنف اليوم أداة سيئة يتبعها البشر للتعبير عن غضبهم بطريقة سيئة لا تمثل الأخلاق و القيم الإنسانية يبقى السؤال اليوم ما هي أسباب العنف الأكثر شيوعاً بين الناس؟.
إن التنشئة الخاطئة للأجيال هي الأساس في بناء شخصية الإنسان ؛ فالإنسان يولد على فطرة الله تعالى التي تنبذ القتل والإيذاء للبشر، ولكن عندما تتمّ تربية الإنسان صغيراً على مفاهيم خاطئة وعادات وأعراف تدعم و تحبذ العنف ، فإن ذلك يؤدي إلى بلورة شخصية الإنسان بشكل خاطىء بحيث يتبنّى أفكاراً تخالف فطرته وتعاليمه الدينية ، و تعد عادات الثأر من العادات السيئة الموجودة في لبنان و المنتشرة في عدد من المجتمعات العربية والإسلامية والتي تلحق العار بكلّ من يتخلّى عن الانتقام والثأر لقاتل قريبه، أيضا من المشاكل المنتشرة اليوم في العالم العربي والإسلامي هي العنف ضدّ المرأة فإن العديد من الدول و من بينها لبنان يعاني في الفترة الأخيرة من انتشار هذه الظاهرة بشكل كبير و ملفت و التي ساهمت في ارتفاع عدد الضحايا في صفوف النساء نتيجة تعرضهم للعنف الأسري من أزواجهم.
كما و إن للإعلام دوراً فعال في نشر ثقافة العنف و إدخالها إلى بيوت الناس عبر عرض مشاهد و افلام تساعد على نشر العنف بأشكال مختلفة و التي تدفع الإنسان إلى التخلي عن قيمه الانسانية و قد تدفع به احياً إلى القيام بأعمال اجرامية دون أن يدرك الخطأ الذي قام به.
كما و ان المجتمعات التي ينتشر فيها الفقر والحاجة ينتشر فيها العنف الذي تسوغه بعض النفوس الضعيفة من أجل سد حاجات الإنسان، ويتزايد الأمر في ظلّ وجود الظلم والسياسات الظالمة من قبل الدولة والتي لا تأبه للإنسان الفقير ولا تعمل على تأمين احتياجاته وتعمّق الطبقية في المجتمع، كما يؤدّي الجهل والبطالة إلى زيادة ظاهرة العنف في المجتمعات بشكل كبير و لنأخذ ما يحصل في لبنان اليوم عبرة فإن السياسات الخاطئة التي اعتمدتها الدولة منذ ٣٠ سنة حتى يومنا هذا ساهمت في خلق العديد من الأزمات دون إيجاد الحلول أبرزها الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها لبنان من ارتفاع عملة الدولار مقابل الليرة اللبنانية من ما ساهم في ارتفاع المواد الغذائية نتيجة جشع التجار و الغلاء الفاحش الذي يشهده لبنان اليوم حتى أصبح المواطن اللبناني لا يستطيع تأمين كسرة خبز من أجل إطعام أولاده او عائلته كل ذلك أدى إلى تفاقم أزمة البطالة بشكل ملفت مع انتشار حوادث السرقة و التفلت الأمني نتيجة الأوضاع الاقتصادية المزرية.

هنا تقع المسؤولية على عاتق الدولة و الأهل معاً لذلك يجب اتّخاذ التدابير اللازمة والوسائل الفعّالة للحدّ من ظاهرة العنف، ومن هذه الوسائل:
اتباع الندوات والجلسات المجتمعيّة التي تقوّي الوعي وتناقش الأفراد وتحاول تغيير قناعاتهم من خلال تلك الندوات يمكن للمرء ان يغير قناعاته من خلال النقاش بموضوعية و بوعي كبير للحد من انتشار هذه الظاهرة، كما ذكرنا في السابق فإن اليوم يتشارك الأهل و الدولة مسؤولية توعية الناس للحد من انتشار العنف فإن مسؤولية الأهل كبيرة لذلك يجب عليهم تعزيز النقاش بين الأطفال وذويهم وأصدقائهم، مما يؤدي إلى انتشار مشاعر الود والألفة. كما و يجب الاهل الحرص على متابعة أصدقاء أولادهم لتجنب أصدقاء السوء و حثهم على قضاء وقت الفراغ في المفيد والنافع من الأمور، مثل التركيز على القراءة ومجالسة الصالحين من الناس و غيرها… أما المسؤولية التي تقع على عاتق الدولة و الاعلام معاً فإن يجب تجنب مشاهدة المشاهد العنيفة والدموية ورقابة الأهل على الأبناء أثناء مشاهدة التلفاز ويجب على الدولة ان تحكم المجتمع وتضبط علاقات الناس مع بعضهم البعض؛ بحيث يجرم العنف ويحاسب مرتكبيه، كما يتمّ إعداد رسائل توجيهية وإرشادية تبثّ من خلال وسائل الإعلام التي تحثّ على الرفق واللين والتسامح والعفو بعيداً عن العنف والترويع والإيذاء.
في ظل تزايد الأزمات دون إيجاد الحلول يبقى السؤال كيف ستستطيع الدولة و الأهل معاً من إيجاد الحلول للخروج من تلك الأزمة التي تشكل خطرًا على بناء شخصية الإنسان؟

زر الذهاب إلى الأعلى