تحليل مباراة دورتموند و شالكيه

كتب الدكتور محمد علي صعب:
جائحة دورتموند تجتاح الملكي شالكيه بأربع إصابات إيجابية…
أعاد ناديا دورتموند و شالكيه كرة القدم إلى الحياة من جديد بعد التوقف القسري لحوالي ٧٠ يوما.
نتيجة عريضة سجلها نادي دورتموند بفوزه على شالكيه ٤-٠ في معقل دورتموند لكن دون حضور ال ٨٠ ألف متفرجا…
وهنا التحليل الفني للمباراة:
بدأ لوسين فافير مدرب دورتموند المباراة بخطة لعب على الورق ٣-٤-٣ لكنها تحولت خلال المباراة إلى ٥-٣-٢ و ٥-٤-١ في الحالات الدفاعية والى ٣-١-٣-٢-١ و ٣-٤-٢-١ في الحالات الهجومية و ٣-٢-٣-٢ في حالات السيطرة على الملعب.
السيطرة والاستحواذ!!
حاول شالكيه مفاجأة دورتموند من خلال الضغط العالي في أول ١٠ د من المباراة، لكنه مال إلى الضغط السلبي نظرا لتعامل لاعبو دورتموند مع الموضوع بخبرة واقفال اماكن اللعب المحتملة.
بعد تلك المحاولة اخذ دورتموند المبادرة في المباراة وعاد للسيطرة رويدا رويدا مع عودة داوود وديلايني لوسط الملعب الدفاعي لبناء الهجمات، ومع انتشار صحيح وفعال من حكيمي وغيريرو على الأطراف وتمركز ومساندة بطريقة جيدة ومدروسة للاعبي الوسط الهجومي.
عاب على داوود وديلايني الإبداع في وسط الملعب فقد كان دورهما كلاسيكيا من خلال الاستلام والتسليم لكنهما عانيا كثيرا في الاستلام والتسليم تحت ضغط وسط شالكيه مما افقدهم العديد من الكرات في منطقة الوسط الدفاعي في ملعب دورتموند، لكنهما جادا وابدعا في التغطية الدفاعية والمواجهات البدنية ونقل الكرات السلس (من وإلى) بعيدا عن الضغط العالي.
عند غياب اللاعب المبدع في الوسط الدفاعي ما هو الحل؟
الحل هو اللعب عبر الأطراف وهذا ما اعتمد عليه فافير من خلال حكيمي وغيريرو وطبعا مع مساندة براندت وهازارد والاعتماد على هالاند كلاعب ٩ ونص عند الحاجة.
براندت اللاعب المبدع:
بعد تخطي الكرة منتصف ملعب دورتموند عبر الأطراف أو عبر الوسط يتحول اسلوب لعب دورتموند من الاعتماد الكلي على الأطراف إلى مزيج بين الوسط والاطراف خصوصا بتواجد براندت الذي بدأ على الورق في مركز الجناح، لكنه تحرك أفقيا ليلعب دور اللاعب رقم ١٠ وعاموديا بين منطقة الجزاء ودائرة المنتصف كي يخفف الضغط على داوود وديلايني عندما يريدان تسليم الكرة لمن يستطيع إدارة دفة المباراة.
دخول براندت إلى العمق أعطى الفرصة للجهة اليمنى للعمل بدنيا بشكل ممتاز مع تخرك غيريرو على الجهة اليسرى مستندا على براندت وهالاند كثيرا.
الرباعي الهجومي لدورتموند مع مساندة حكيمي وغيريرو كان مرعبا في مباراة الليلة من خلال التواصل وحفظ مراكز الفريق حيث اعتمدوا على هالاند كمحطة هجومية يتم الاستناد عليها عندما يحتاج المهاجم من يستلم عنه ثم يسلمه سريعا.
عاب هجوم دورتموند عدم تواجد اللامركزية، وهذا النوع من أسلوب اللعب يعتمد على قرار المدرب ويعود اتخاذ هكذا قرار للسماح للاعبي الهجوم بتوزيع جهدهم خصوصا أن المباراة اتت بعد توقف طويل.
بعد هذا دورتموند يلاحق عملاق ألمانيا في انتظار مباراة الغد.